يعتبره أصدقاؤه "كاتبا مغربيا"متخفيا في القاهرة، سعيد الكفراوي: قصة اعتقالي كتبها محفوظ في الكرنك*
- ريم نجمي
- ٢٦ أبريل ٢٠٢١
- 8 دقائق قراءة
سعيد الكفراوي، كاتب مصري متميز ينتمي إلى جيل الستينات، الجيل الذي كتب القصة القصيرة بعد هزيمة يونيو 1967. كتبها بوعي تاريخي وحس اجتماعي ساخن. تتميز قصصه بارتباطها العميق بتربة القرية المصرية وتتنازعها ثنائية الحياة والموت. عاش تجربة الاعتقال السياسي، فكان أحد أبطال رواية "الكرنك" للكاتب الراحل نجيب محفوظ . هو" الكاتب المغربي المقيم بالقاهرة"، هكذا يناديه أصدقاؤه المغاربة، لارتباطه وحبه للثقافة والأدب في المغرب وعلاقاته الإنسانية المتينة مع المثقفين والكتاب والشعراء المغاربة.

حاورته في القاهرة: ريم نجمي
الأستاذ سعيد الكفراوي، لنبدأ معك بسؤال عن البدايات ,كيف ومتى بدأت فعل الكتابة؟
البدايات كانت مع فتى في قرية مصرية يرى ويتأمل طقوس الحياة في تلك القرية,الطقوس التي تقوم على محاور أساسية كمحاور الحياة والموت ,والميلاد,وعلاقة القروي بأرضه وحيوانه ,رؤيته للمتغير عبر الفصول والأيام ,وحركة الوجود النابضة في الواقع الذي يعيشه . كنت في تلك الفترة غلاما في منتصف الأربعينات داخل مجتمع مغلق ,يقوم على الستر وعلاقة الإنسان بالله وبالقرآن و بالدين .لا أعرف ما الذي دفعني إلى معرفة القراءة .مرة رأيت قريبا لي اكبر مني عمرا ومعه كتاب ألف ليلة وليلة ,كان كتابا ملخصا عن ألف ليلة وليلة ,أخذته وقرأته وشعرت بأنني تغيرت من الداخل وأن الكتاب فتح أمامي صفحة على الدهشة ,وأخذ بيدي لأطل على بيوت السحر و الجنيات وبيوت العفاريت الطائرة ومقالب الشطار والسفر عبر رحلات السندباد في البحر .كان أول كتاب يربطني بعالم مغاير غير العالم الذي أعيش فيه ,عالم الفلاحين وعالم الشغل وعالم الزرع وعالم طقوس الفرح والميلاد.وجدت رؤية حرة و مفتوحة على الوجود.كان ألف ليلة وليلة هو البداية .أعقبه كتاب القرية الذي أخذتني إليه جدتي وسلمتني لشيخ الكتاب ,وفيه جودت القراءة وحفظت ربعا من القرآن. ورأيت الأطفال في مثل سني يفعلون الحياة.ومن الكتاب إلى المدرسة في المدينة حيث اتسع الأفق لتعليم وللمعرفة وللتلقي ,ثم بدأت التعرف على الأدب عبر طه حسين ,و توفيق الحكيم,ونجيب محفوظ,و يحيى حقي .هؤلاء الذين اخذوا بيدي أول الطريق ليدفعوني نحو الأدب, والمعرفة والتعرف على عالم من الدهشة اسمه كتابة القصة القصيرة.
رغم أنك عشت بالمدينة أكثر مما عشته بالقرية, لماذا ظلت كتابتك مرتبطة بالريف المصري؟

لا يوجد أي كاتب يكتب عن أشياء لا يعرفها.وكلما تعمقت تجربة الكاتب الحياتية الحقيقية مع وعيه وثقافته وموهبته كان تأثير هذه الكتابة أصدق وحقيقيا و مؤثرا.أنا اعرف القرية تماما و عشتها ومازلت أعيش فيها ,لي أرض ولي بيت ولي ناس أكتب عنهم .أصدقك القول إن أغلب الشخصيات التي في قصصي فيها جانب من شخصيات حقيقية لمستها.قصة "غجر طاقة القدر" تلك القصة التي بين الطفل وجده حيث يحلم الطفل بأن يتجاوز واقعه ليطلب لجده الستر والمغفرة وجنة الخلد .هذه علاقة بيني وبين جدي الذي كنت أراه قبل أن ينام يحدث الغائبين ,يحدث هؤلاء الذين خلف الوعي .إذن القرية هي التي تشكل عالمي ,هي التي تساعدني على أن أقاوم ما يسمى بسلطة القمع في النص المفروض عبر الكتابة .القرية ومن خلال خبرتي بها أتعرف على حقائق الوجود.كنت وأنا في الكتاب ,ماتت بنت و فرض علينا أن نواريها التراب ونحن أطفال ,وحملناها والمصاحف على أيدينا في مواجهة الشمس ودخلت المقبرة .تلك اللحظة وأنا طفل تكونت علاقة لي مع الموت ورأيته من فتحة المقبرة والبنت تدخل,لحظتها بكيت .هذا المشهد الذي رأيته ظل يتكرر في نصوص كثيرة ,مثل نغمات الموسيقى في لحن أساسي .هذا عن الموت .أما فكرة الأفراح, عن البنت الخاطئة التي تتزوج وهي خاطئة ثم تطالب بكيفية ما بفعل ينقذها من ورطتها في قصة "الخالة والعروس" ,الآباء والجدود ,علاقة الإنسان بالحيوان ,علاقة المضيفة بالليل حيث كانوا يجلسون ويحكون عن الماضي وعن الإحساس بالزمن, وعن الإحساس بالطهارة .كل هذا العالم الموجود بالقرية هو ما اعرفه في الحياة.فضلا عن انشغالي في أحيان كثيرة بقصص المدينة, وقصص أخرى عن السفر و الرحيل.
أعلنت في مناسبات عديدة عن نيتك في كتابة الرواية,لكنك لم تكتبها لحد الآن ؟
أنا مزاج قصاص ,أنا مزاجي مزاج كاتب قصة .والقصة القصيرة شكل من أشكال الكتابة يساعدني على أن أقدم ما أريد كتابته بشكل جيد .وعبر هذا الشكل تحققت ككاتب .وبالرغم من أن هناك شعارا مرفوعا الآن في الثقافة العربية اسمه *الزمن زمن الرواية * أطلقه صديقي الدكتور جابر عصفور ,إلا أنني عبر هذا الشكل الذي هو القصة القصيرة استطعت أن أثبت وجودي ككاتب ,واستطعت أن اترك ملمحا أساسيا في كتابة القصة القصيرة الحديثة.إنني أحد الناس الذين ينظرون إلى الكتابة على أنها التعبير الحقيقي عن موقف الإنسان و مجابهته لأهوال الحياة والموت.والكتابة بالنسبة لي هي سعي نحو المعرفة ,سواء في شكل قصة أوفي شكل رواية .وأنا أرد على من يرى أن الزمن زمن رواية انه ليس هناك فن في الدنيا له زمن بعينه .لكن الزمن هو زمن الفن الجيد.طيب ماذا سنقول عن تشيكوف وعن كافكا وعن كاثرين مانسفيلد وعن ارنيست هيمنغواي والأربعة كتاب قصة قصيرة .ورغم شحوب القصة القصيرة ,إلا أنهم مستمرون وفاعلون ومصرون على التواجد رغم رحيلهم الجسدي .
أكتب قصة قصيرة لاحتياجي كتابة قصة قصيرة .سأكتب الرواية عندما أحتاج, وعندما تحتاج العوالم التي أريد أن أكتبها إلى رواية ,ولست متعجلا نفسي . نعم أكتب رواية منذ زمن طوبل,ربما من سنوات ,وهي رواية بطرس الصياد,وهي لا تنتهي .وكلما جلست إليها ,جاءت قصة قصيرة فكتبتها .و الآن انتهيت من مجموعتين ,مجموعة ستصدر عن دار الساقي ومجموعة ستصدر عن دار ميريت.وسيكون بعد إصدار هاتين المجموعتين لكل حادث حديث.
هل تتفق مع بعض النقاد الذين لمسوا تأثرك بأدب أمريكا اللاتينية؟

الواقع المصري والعربي لا يختلف كثيرا عن الواقع الامريكي اللاتيني .دعينا نفرز هاذين الواقعين : الواقع الامريكي اللاتيني مزدحم بالأساطير وبالخرافة وبحضور الموت والحياة وبسيطرة الماضي على الحاضر.الواقع العربي لدينا أساطيرنا في ألف ليلة وليلة وفي كرامات الأولياء ,وعندنا حضور الماضي,لا يوجد ماض في أي زمان أقوى من الماضي العربي وسيطرته على الحاضر .ثانيا ,يتميز الواقعالامريكي اللاتيني بوجود الديكتاتور ونحن عندنا السيد الرئيس, وعندنا السيد العمدة ,وعندنا السيد شيخ الغفر,ونفس أدوات القمع الموجودة هنا ,موجودة هناك . يهتم الأدب الامريكي اللاتيني بالمغمورين وأهل الهامش ومن يعيشون على الستر ويسيرون بلا عزاء كبير في الحياة .أيضا أنا اهتم بالمغمورين وأهل الهامش من الفلاحين وأشباه العمال ,والذين يقطنون على ضفاف المدينة ,ويجلسون على الجبل .السرد أو اللغة التي يستخدمها أدباء أمريكا اللاتينية سرد قائم على الشاعرية وعلى تكثيف الشعر ليكون سردا روائيا ,أنا احد الذين يكتبون نصا يختلط فيه الشعر بالنثر, وتختلط فيه لغة قصصية قائمة على حشد الصور و الرؤية الحلمية للمستقبل.إذن أنا ابن واقع شبيه بالواقع اللاتيني .قرأت كتابه قراءة شديدة التركيز وشديدة الفهم.قرأت بورخيس جيدا, وقرأت غارسيا ماركيز جيدا ,وقرأت لخوليو كورثازار, وأهم كتابهم قرأتهم قراءة جيدة فوجدت تماسا بين عالمي وعالم هؤلاء, ووجدت أن العالمين يكملان بعضيهما.فأصبح هناك نوع من التأثير والتأثر وجدته فيما كتبت من نصوص.
أنت من الكتاب المصريين أو المشارقة القلائل الذين اتجهوا إلى طباعة أعمالهم بالمغرب, لماذا؟
تعرفت على المغرب من خلال أصدقاء أعزاء هم أهم الكتاب والفنانين الموجودين في المغرب.اكتشفت المغرب من خلال محمد برادة ومحمد الأشعري وحسن نجمي ومحمد بنيس وآخرين.اكتشفت المغرب أوائل الثمانينات وكانت لنا لقاءات مع الكتاب المغاربة في التبادل الثقافي وفي الزيارات الشخصية .وكنت حريصا على نشر نصوصي عبر الجرائد والمجلات المغربية وهذا النشر الدائم والمصر ,جعل لي اسما في الساحة المغربية ,بمعاونة بعض الأصدقاء ودور النشر ,فطلبوا أعمالي .فنشرت في دار توبقال "دوائر من حنين " ونشرت لي دار الفنك "كشك الموسيقى" وهناك أعمال أخرى قيد النشر .هذا التواصل الحميم جعل الكثير من الكتاب المغاربة أمثال محمد برادة وبنسالم حميش وآخرين ينشرون في مصر .هذا التواصل نشط حركة الكتابة الإبداعية بين المغرب ومصر ووثق الصلات بيننا وبين المغاربة وجعل العلاقة بيننا في كل حدودها علاقة إنسانية قبل أن تكون علاقة أدبية أو علاقة فنية.
بغض النظر عن هذه العلاقة الأدبية و الإنسانية مع المثقفين المغاربة فالملاحظ أن لديك حبا واهتماما بالثقافة والفن المغربيين في حد ذاتهما؟
أنا من الكتاب الذين ينظرون إلى المغرب باعتباره بلدا كريما على عدة مستويات.بلد تربطني به كمصري علاقة طويلة وممتدة في الزمن .وأنا صغير في قريتي كنت أرى المغاربة يأتون سائرين على أقدامهم عبر الجزائر وتونس وليبيا ومصر ثم الشام حتى أرض الحجاز.وكانت الأغلبية منهم عندما تعود تستوطن مصر وتجلس فيها .أتذكر أنه كان هناك رجل اسمه الشيخ أيوب يأتي من المغرب, وكنت في رمضان أتذكر أنني أسمع صيحاته وهو يؤذن للصلاة فأمشي وراءه, وهو يمشي وحده في القرية إلى أن يحين زمن الرحيل إلى الحج .وقرأت التراث الشعبي المصري فوجدت أن أي كنز فرعوني في مصر لا يفتح إلا على يد مغربي ,يعني أنه هو الذي يقوم بالتعزيم و يقرأ القراءات السحرية حتى ينفتح الكنز.وقرأت عن بدايات الثقافة المغربية من خلال كتب التراث. ويكفيني أن بعض الفلاسفة العرب كانوا مغاربة.ثم في العصر الحديث امتد التواصل المغربي من خلال السينما ومن خلال الثقافة ومن خلال البعثات التعليمية التي كانت تأتي من المغرب إلى مصر .أنا اعتبر المغاربة أكثر الشعوب العربية قربا من مصريين في الملامح و المزاج وفي الروح والإحساس بالظلم .المصريون والمغاربة شعبان كان لديهما دائما الإحساس بالظلم تجاه سلطاتهما.كل هذه العوامل جعلتني ارتبط مع مجموعة من الأصدقاء يزورونني وأزورهم, وعلى امتداد زمن واسع وعريض كونا ما يشبه الصداقة داخل الأدب وخارجه .وأنا انظر للمغرب باعتباره وطني ليس الثاني ولكن وطني الأول .وانظر لمصر باعتبارها وطني الأول والثاني أيضا.ومصر والمغرب في ضميري هما بلد واحد.
كيف كانت علاقتك بالأديب الراحل نجيب محفوظ ,وكيف تنظر إلى المشهد الروائي المصري والعربي عموما بعد رحيله؟

كانت علاقتي بنجيب محفوظ الشخصية علاقة محبة ,وأنا التففت حول الرجل منذ عام 1968 إلى أن رحل.حتى في عمره الأخير كنت أراه بين الحين والحين.تعرفت على محفوظ بمقهى ريش عندما كان يعقد ندوة أسبوعية ,وأحيانا في الصيف ندوة يومية .وكنا نتحلق حوله أواخر الستينات ,ونستمع له ونعطيه نصوصنا المكتوبة .وكان يقرأها ويأتي بها ويدلي برأيه فيها .نجيب محفوظ بالنسبة لي هو مؤسس الرواية العربية,بل هو مؤسس اللغة التي قامت عليها الرواية الحديثة لأنه من خلال كتبه الأولى أسس لغة وقاموسا روائيا بنيت عليه الرواية العربية.نجيب محفوظ ليس هو ذلك الروائي الذي قسمت أعماله إلى فترة تاريخية وفترة اجتماعية وفترة ميتافيزيقية وفترة سياسية.نجيب محفوظ أعمق من ذلك لأنه الكاتب الوحيد الذي انشغل بسؤال المصير الإنساني وقضايا ما بعد الحياة,وانشغل بقضية العدل و الحرية, وانشغل بعلاقة الإنسان بالقوة العظمى المتمثلة في الله سبحانه وتعالى .وبالتالي كان شغفه بأن يتكئ على الواقع باستقاء فصوله مما يعرفه عن الناس. كانت الرواية قبل محفوظ عبارة عن وجدانيات وعبارة عن كلمات فصيحة عند المازني والمنفلوطي وآخرين...أول من كتب الرواية بمعنى رواية كان توفيق الحكيم في "عودة الروح" إلى أن جاء نجيب محفوظ وأسس فن الرواية .
ثم تندهش عندما وصل إلى ما بعد الثمانين ويفاجئك بكتاب أصداء السيرة الذاتية أو أحلام فترة النقاهة كأنها كتب كتبت من القديم لشدة وعيها,ولجدة معانيها .أصداء السيرة الذاتية ببطلها الشيخ عبد ربه التائب هي فريدة من فرائد الأدب العربي .قلت لك تعرفت على نجيب محفوظ على مقهى ريش وكانت لي تجربة سجن في العام 1970بعد موت عبد الناصر وأمضيت ستة شهور في سجن القلعة. وبعد أن خرجت من السجن ذهبت فورا إلى مقهى ريش وكان محفوظ موجودا ,أخذني من يدي وانتحينا جانبا وقال لي " يا كفراوي أنا عاوز اعرف ايه اللي جرى بالضبط في السجن"وحكيت له التفاصيل بشكل متواتر بالتفصيل عما جرى خلال الستة اشهر.
ما الذي أدى إلى اعتقالك؟
كان سبب اعتقالي أنني نشرت قصة قصيرة في مجلة اسمها "سنابل" كان يرأسها محمد عفيفي مطر ,وفهمت السلطة أن بالقصة رمزا.كانت القصة عبارة عن مهرة يركبها الأخ الكبير و لا يترك أيا من إخوانه الآخرين يركبها .فاستطاع الأخ الصغير أن يركبها ويروضها و يدور بها في البلد.فسرت القصة على أن المهرة هي مصر و الأخ الكبير جمال عبد الناصر والأخ الصغير هو الشباب الطالع الطامح في الديموقراطية وفي الحكم ,وفسرت القصة هذا التفسير الساذج والسياسي ,وعلى ضوئها تم التحقيق والسؤال عن هذه القصة.
بعد ان حكيت لنجيب محفوظ ماجرى داخل السجن,مرت ثماني شهور وجاء الى المقهى وكان قد أصدر الكرنك وقال لي يومها " ياكفراوي أنت في الكرنك اسماعيل الشيخ "الذي هو أحد ابطال الرواية في الكرنك . نجيب محفوظ منذ عاش الى أن رحل عن الدنيا ,كان قيمة على المستوى الإنساني, وكان رجلا عف اللسان ,محبا للبشر.لم أر رجلا أحب مدينته مثلما أحبها نجيب محفوظ .عندما حصل على جائزة نوبل كان من حيثيات حصوله على الجائزة أنه أحيى مدينة .فالقاهرة عنده هي "الجمالية" بشوارعها و عطوفها و أزقتها ثم بالبشر فيها ,هؤلاء البشر الذين يتجمعون حول التعاون والمحبة و المعرفة.وعندما تحولت القاهرة من النقيض إلى النقيض ,واكبها محفوظ وكتب المتغير فيها.فالقاهرة عند محفوظ تلخص العالم و الوجود الإنساني .برحيل نجيب محفوظ فقد الأدب المصري رجلا من مؤسسيه ,لكن عزاء الأدب المصري أ ن هذا الرجل ترك تراثا غنيا وجيدا.
أجري الحوار في بيت الكاتب الراحل سعيد الكفراوي في المقطم في القاهرة بتاريخ سبتمبر2006
Comentarios