top of page

عن رواية "قبل المساء" للكاتب عمرو العادلي أو سر الفستان الروز

  • صورة الكاتب: ريم نجمي
    ريم نجمي
  • ٢٦ أبريل ٢٠٢١
  • 2 دقائق قراءة


ضمن القراءات الرمضانية رشح لي زوجي الكاتب والمترجم سمير جريس رواية "قبل المساء" للكاتب المصري عمرو العادلي وهي الرواية الصادرة سنة 2019 عن الدار المصرية اللبنانية. "قبل المساء" رواية ناعمة تحتفي بالذاكرة وهي تستند على فكرة النسيان.



رواية "قبل المساء" هي أول رواية أقرأها للكاتب المصري عمرو العادلي الذي أتابع باهتمام تدويناته على صفحته الشخصية على الفايسبوك عن الكتابة وأدواتها وكأنه يدخلنا كقراء إلى ورشته الخاصة ويتشاطر معنا أدواته الاحترافية.

في بداية رواية "قبل المساء" وهي رواية من خمسة فصول، يأخذك الكاتب عمرو العادلي إلى إحدى قرى مصر حيث تعتقد أنك أمام رواية عن الحياة في الريف المصري في أواسط القرن الماضي ثم تكتشف أن تلك عتبة أولى متينة لدخول عالم أكبر وهو عالم داخلي وشخصي في رأس البطل مصطفى البحيري الذي يعاني من سرطان في المخ ويسكنه خوف فقدان ذكرياته، أو حياته بتعبير أشمل فيتعكز على الكتابة ليدون كل ما يعرفه أو يعتقد أنه يعرفه.

السينما داخل كتاب


ما أعجبني في هذا النص لغته التصويرية والشاعرية في الكثير من الأحيان، وهو ربما ما جعلني أصف هذه الرواية بالناعمة. إذ أشعر كقارئة لها أنه ينبغي أن أقرأها ببطء وبتأمل حتى أتلقاها كما ينبغي وكأني أتماهى مع الحالة النفسية والجسدية للبطل.

كما توفق الكاتب في خلق أجواء وفضاءات تحيط بالحكاية وكأنك تشاهد فيلما سينمائيا. أحببت الأجواء الماطرة في مواقع كثيرة من الرواية وكدت من خلال الكلمات أن أشم رائحة التراب المبلل مع رائحة أشجار البرتقال.

لا أنكر أني في صفحات معينة شعرت بضبابية ونوع من الضياع لكن هي ضبابية مقصودة لأننا نعاني من تداخل في الأحداث والشخصيات والجمل تماما كما يعانيها مصطفى البحيري بطل الرواية الذي يعبر أيضا عن ذلك:

"لا أدري هل قلت هذه الكلمات أم مرت فقط عبر الخلايا المخية دون صوت ظاهر؟"، " رددتها مرتين، ثلاثا، عشرا، لا أدري، لا أدري، هل قلت لا أدري مرتين؟ لا أدري أيضا".

وكلما تقدمنا في الرواية نتعرف أكثر على تفاصيل وأحداث جانبية من حياة مصطفى وزوجته ابتسام وصديقه وطبيبه محمود وتظل تلك الأحداث مترابطة فيما بينها بخيوط رفيعة.

خيط الفستان الروز


أحد تلك الخيوط التي أعجبتني "الفستان الروز" الذي ارتدته الجارة ليلى أو ماريان ثم الطفلة فريدة وصولا إلى الزوجة ابتسام، ولا نعرف في الحقيقة إن كن قد ارتدينه فعلا أم أن مصطفى وفي استعادته لنساء أحبهن اختار أن يراهن بذلك اللون، وكأنه يمنح للحب لونا ورديا.

ثم ننتبه أن لون الخط الذي كتب به عنوان الرواية على الغلاف هو وردي أيضا، وهو الغلاف الذي توحي صورته الأساسية بقبلة متبادلة بين امرأة ورجل، بالرغم من أننا نرى قدميهما فقط.

أما سر العنوان " قبل المساء" فأعتقد أننا لا نكتشفه إلا في الصفحة الأخيرة، بعد أن يجري البطل العملية الجراحية الدقيقة، وهو سر أترك للقراء الآخرين متعة اكتشافه.

قبل المساء هي الرواية السابعة للكاتب عمرو العادلي والذي يتنوع إبداعه بين القصة والرواية والشعر أيضا وأصدر السنة الماضية رواية "رجال غسان كنفاني" عن مكتبة الدار العربية للكتاب.

Comentarios


Thanks for submitting!

© 2023 by The Book Lover. Proudly created with Wix.com

  • Facebook
  • Twitter
bottom of page