top of page

اعتذار متأخر لعزت العلايلي

  • صورة الكاتب: ريم نجمي
    ريم نجمي
  • ٣١ مارس ٢٠٢١
  • 2 دقائق قراءة

تاريخ التحديث: ١ أبريل ٢٠٢١

ممثل كبير رحل، ممثل نحبه ومن الطبيعي أن نحزن لرحيله، لكن هذا الحزن المخيف الذي شعرت به، هو حزن مغلف بالكثير من تأنيب الضمير.والسبب هو هذه الحكاية:


عندما رحل الممثل عزت العلايلي قبل أيام أحسست بحزن من نوع خاص، حزن مغلف بما يشبه الندم. لم يكن عزت العلايلي من الممثلين الذين أفضلهم أو بتعبير أدق لم يكن لدي ذلك الارتباط العاطفي مع أفلامه، رغم أنه ممثل كبير، له بصمته وتاريخه العظيم. كنت متحيزة لمحمود عبد العزيز ونور الشريف وأحمد زكي وعادل إمام ويحيى الفخراني وصلاح السعدني بل ومنبهرة بحسين فهمي ومحمود ياسين...


شاهدت عزت العلايلي مباشرة لأول مرة في مدينة أصيلة في آواخر التسعينيات، حيث كان يشارك في ندوة ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي وكان معه ممثل آخر هو حسين فهمي. خرج الممثلان من القاعة وتجولا قليلا في أزقة المدينة في طريقهما إلى الحافلة التي ستقلهما إلى طنجة غير البعيدة عن أصيلة، حيث يوجد الفندق الذي يقيمان فيه. كنت طفلة صغيرة حينها، ربما لم أتجاوز 10 سنوات، وكنت في تلك الفترة بالذات معجبة بأفلام السبعينيات وخصوصا الثنائي نجلاء فتحي وحسين فهمي، فبدا لي لقاء حسين فهمي مثل حلم، سلّمت عليه وكلمته وكنت سعيدة جدا، ولم ألتفت أبدًا للرجل الآخر الذي بجانبه واسمه عزت العلايلي. لم يكن الأمر ليضيف له شيئا، فلن يزيده سلام طفلة "بلهاء" بالغت في الاحتفاء بزميل له، عُرف عنه أساسا أنه معشوق النساء.



بعدها بسنوات التقيت عزت العلايلي مجددا ضمن فعاليات مهرجان مراكش السينمائي، شاءت الصدف أن يكون مقعدي في الطابق الأول في قصر المؤتمرات، وهو الطابق نفسه الذي خصص لنجوم السينما الأجانب بعيدا عن الحضور المكثف للمصورين الصحفيين في الطابق الأرضي. كان مقعد عزت العلايلي في الصف الأوسط الذي على شمالي وبجانبه إيناس الدغيدي ثم يسرا وإلى جانبها عادل إمام، طبعا لم ألتفت أبدًا إلى الأستاذ عزت العلايلي صورت عادل إمام وتحدثت إلى عادل إمام، ثم جلست إلى جانبه وأخذت صورا معه، وانتابتني حالة من البهجة "المتوترة" لأني أتحدث مع عادل إمام.

بعد ذلك انصرفت إلى حديث قصير مع الزميلة نادية لارگيت زوجة الراحل نور الدين الصايل والتقطت لها صورا أيضا مع عادل إمام، مركزة عليه تماما، متناسية من حوله، لاغية العالم. ثم خاطبني عزت العلايلي: "استني أشيل النظارة، ما بحبش أتصور بيها". نزع نظارته الطبية ومسح على شعره إلى الوراء في محاولة للتأكد من أن " كل شيء تمام" ثم قال بابتسامة كريمة ولطف: "كده صوري زي ما أنت عايزة." لا أعرف لم كانت صور عزت العلايلي مهزوزة وحتى التي ظهر فيها كانت سيئة التأطير، بالكاد يظهر رأسه في زاوية الصورة. الآن أتأسف لذلك، كان عزت العلايلي ودودا، لطيفا، كريما مع معجبيه...

وعندما أصبح لدي وعي سينمائي مختلف أدركت قيمة عزت العلايلي كممثل مثقف وأهميته في تاريخ السينما المصرية، يكفي أن نقول : الأرض، الاختيار، السقا مات، أهل القمة، الطوق والإسورة، المواطن مصري...ثم اكتشفت أني أحب له أفلاما أخرى مثل المجهول و بستان الدم وإعدام قاضي ...الآن بعد رحيله عرفت كم أحب عزت العلايلي، أحبه أكثر من حسين فهمي وعادل إمام.


Comments


Thanks for submitting!

© 2023 by The Book Lover. Proudly created with Wix.com

  • Facebook
  • Twitter
bottom of page